التقسير
"في
التعريف و الفرق يبن التفسير و التأويل و الترجمة"
المؤلّف
:
محمّد
تشندر
المشريف
:
الأستاذ
محمّد مقدام مكفي
بفصل
الدّولي لأحوال الشحصيّة
لكلّيّة
الشّريعة
الجامعة
الإسلاميّة الإندونيسيّة
الباب
الأوّل
المقدّمة
1. خلفيّة البحث
كان
النّاس في هذه الدّنيا يؤمنون و يتمسّكون بدينٍ مختلفٍ منها الإسلام و النصارى و
اليهود و نحوها, و لكلّ منه أمّة كثيرة يعتقدون دينهم اعتقاداً تامًّا و يؤمنون
بكلّ ما جاءهم من الكتب السمويّ الّتي تحتمل فيها الإرشاد و الهدى عندهم ,كالقرآن
الّذي أنزل الله تعالى إلي رسوله صلّ الله عليه و سلّم لأمّته هدى لّلنّاس و
بيّنات من الهدى و الفرقان.
جميع
المسلمين يؤمنون أنّ القرآن هو كلام الله و الوحي المنزّل علي رسوله بوسيلة جبيرل
الّذي تحتمل فيه القصاص و القواعد المشروعة في الإسلام فوجب للمسلمين أن يطيعها و
الفهم بها. و لكن ليس لجميع آيات القرآن معني التفصيلي بل منها الآيات الإجماليّات
الّتي تحتاج إلي البيان و التفسير العميق في فهمها و في أخذ الإستنبنباط منها. من
عمل رسول الله صلّى الله عليه و سلّم هو الدعوة إلي الإسلام و طريق من طروق دعوة
الرسول يعني البيان كلّ مافي القرآن مالم يظهر معنه كالآيات الإجماليّة. و بعد
وفاته, فاستتمر الصحابة و التابعين هذه الواجبة و هم يعلّمون النّاسَ القرآنَ كما
علّمهم الرسولُ القرآنَ و علي اجتهادهم بالقرآن و بسنّة الرسول لأهمّيّة أمور
النّاس و مصلحتهم.
و
إذا تأمّلنا و نظرنا في الزمان الحاضر أنّ الإسلام قد تمدّد إلي سائر الدنبا و
كانت أمّته ليست من العرب فحسب بل جاءت من البلدان المتنوّعة, فلإيصال القرآن
إليهم و لتفهيمهم بآياته يحتاج إلي انتساب معني آيات القرآن بلغتهم و هذا الّذي
يكون سبب وجود ترجيم القرآن. ففي هذه الورقة سوف أصوّر قليلا عن تعريف التفسير و
التأويل و الترجمة و عمّا يتعلّق بها.
الباب
الثانى
البحث
1.
التعريف
و أهمّية التفسير
التّفسير
لغةً مأخوذةٌ من كلمة "فسر" يعني الإظهار و البيان و الكشف و هي
الإيضاح. والتّفسير اصطلاحًا هو بيان معاني القرآن و استخراج أحكامه و حكمه و
البحث عن اتجاهات المحتاجات باستعمال العلم الخاص.[1]
القرآن
هو كلام الله المنزّل على رسوله هدايةً للنّاس في الأرض و لم ينزل الله القرآن
إلاّ ليـــفهمونه النّاس و يــــتـــعلّمونه و يعملون به. قال الله تعالى في
القرآن الكريم و هو أصدق القائــلين " كِـتَابٌ أَنْــزَلْنَاهُ إِلَـــيْكَ
مُـــبَارَكٌ لِــيَدَّبَّــرُوْا ءَايَاتــِهِ وَ لِــيَــتَذَكَّــرُ أُوْلُوْا
الأَلــبَابِ"( ص 29).
و أنّ التّـفسير هو أهمّ العلم من علوم أخرى و هو عماد علوم الدين فالفهم بهاذا
العلم مفتاحٌ لفهم الإسلام و لنيل السّعادة في الدنيا و الآخرة فكبف من الممكن أن يفهم
المسلم الإسلام و شريـــعــتــه بلا فهم القرآن و تفسيره لأنّه هدى للنّاس و
بيّنات من الهدى و الفرقان, فيه أصول الدين وكيفية للمسلمين في نيل سعادة حياة
الدنيا و الآخرة مملوءا برضاه أي رضا الله
عزّ و جلّ.
فالأهــمـّية
و الاحتياج في تفسير القرآن تُسبّب بأسباب كثيرة منها :
أ. ينزّل القرآن عربيّا مرفوعا تصريفه و
تعريبه و تنطيقه
ب. القرآن له المعاني الواسع و العــمــيـــق
ت. القرآن يشمل أصول المعلومات المتــعــيّـــنـة و
المهمّة
2.
أقسام
التفسير
ينقسم
التفسير حسب الاصطلاحي العلمي الدقيق إلي ثلاثة أقسام :
أوّلا
: التفسير بالرواية, و هذا الّذي يسمّى التفسير بالنقل أو التفسير بالمأثور.
ثانيا
: التفسير بالدراية, و هذا الّذي يسمّى التفسير بالرأي.
ثالثا : التفسير
بالإشارة, يسميه العلماء التفسير الإشاري.[2]
3.
تعريف
التأويل
"الـتأويل"
لغة مأخوذة من كلمة "أول" أي مصدر من "أَوَّلّ-يُأَوِّلُ" و
هو الرجوع إلي أصل الكليمة أو الكلام, و أمّا اصطلاحا فهو عند المقدّمين بمعني
التفسير, فيقال تفسير القرآن و يقال تأويل الرآن, بمعني واحد[3] .
و عند جمهور العلماء أنّ التأويل هو إضاح معان المعيّن من ألفاظ القرآنيّة الّتي
تحتمل معاني كثيرة, بدليل التشريع الصحيح[4].
الفرق بين التفسير و
التأويل:
أ. عند المتوريدي :
·
أمّا
التفسير هو أن يُـثـبّت ما ثبت الله من الآيات القرآن و يتحقّق أنّه كما المقصود
بالله, فإذا يوجد العلامات الّتي تصوّب علي ذالك التفسير أو الإثبات فهو التفسير
الصحيح و إن لم يوجد فهو التفسير بالرأي المحمودة.
·
و
أمّا التأويل أن يرجح معناً من معاني الآيات المحتملة من غير أن يتحقّق أنّ معنها
مثل ما قصد الله من الآيات. فبذالك يختلف العلماء و الصحابة في تفسير آيات القرآن
و بيــانــها.
ب. عند أبو طالب الثعلبي
·
أنّ
التفسير هو إضاح معني اللّغة و الألفاظ سواء كان معني حقيقي أم معني مجازي.
·
و
التأويل هو إضاح المعني الباطن من الألفاظ القرآن. كقوله تعالي : "إِنَّ
رَبَّكَ لَبِالمـِــرْصَادِ". فتفسيرها يعني أنّ الله تعالي يلاحظ عبده في
كلّ وقت و حين. و أمّا تأويلها يعني أنّ الله تعالي ينبّه النّاس من ترك أوامره و
غفل عن واجبتهم و ما يوجبهم من الاستعداد لمقابلته.[5]
ت. أنّ
التفسير هو المعني الظاهر من الآية الكريمة و أمّا التأويل فهو ترجيح بعض المعاني
المحتملة من الآية الكريمة الّتي تحتمل عدّة معان.[6]
4.
تعريف
الترجمة
الترجمة
لغة هي الإنقال و التصوير اللّغه إلي مرادفها, و اصطلاحا هي التغيير أو الإنقال الكلمة من لغةٍ إلي لغة
الأخرى.[7]
و تنقسم الترجمة إلي
ثلاثة أقسام :
·
الترجمة
المعناويّة التفسيريّة و هي إضاح المعني أو الكلمة و شرحها من غير اشتراك إلي
مطبوعتها و لكن إلي غاية تلك الكلمة نفسها.
·
الترجمة
الحرفيّة بالمثل و هي تغيير الكلمة من لغةٍ إلي مرادفها في لغة الأخرى و تفضّل
بلغة أصليه.
·
الترجمة
الحرفيّة بدون المثل تغيير الكلمة من لغةٍ بنظر مراتب معناها و جهة أدبها و قوّة
لغتها و بقدر استطاع المترجم. و أكثر كتب التفسير في اللّغة الإندونيسيّة تدخل في
هذا الفرع.[8]
حكم الترجبم القرآن
أ. الترجمة التفسيريّة المعناويّة
أنّ
حكم الترجيم القرآن بهذه الطريقة كما حكم تفسيره.
ب. الترجمة الحرفيّة بالمثل
لا
يجوز ترجيم القرآن بهذه الطريقة لأنّ ترتيب الكلمة من كلّ اللّغة سوف يختلف بلغةٍ
أخرى. و الترجمة بهذه الطريقة تضعف علي الخطأ لأنّ تربيب الترجمة قد يتعارض
بالمقصود من ترتيب اللّغة الأصل.
ت. الترجمة الحرفيّة بدون المثل
هناك الإختلاف في هذا
الفرع بين إباحتها و نهيها :
·
الرأي
الأوّل : إنّ مقام ترجمة القرآن لم تطابق بمقام القرآن و ليست ترجمة القرآن هي
القرآن سواء كان حقيقيّاً أم حكماً. ومقام القرآن ممثّل تفسيره بل ليس تفسير
القرآن هو القرآن إنّه إلّا توضيح و بيان معانيه من جهة لغته.
·
الرأي
الثّاني : و هذا الرأي الّذي ينهى عن ترجيم القرآن بهذه الطريقة فقيل أنّ ترجيم
القرآن سواء كان بتبديل مراتبه و تغيير الهدى من هذا الكتاب الكريم. و بعض أهل
اللّغة يريون أنّ اللّغة العربيّة هي أفضل اللّغة أعلي الدرجة فضيلتها و لا اللّغة
الّتي تصيل بلاغة القرآى إلّا اللّغة العربيّة.[9]
الباب الثّالث
الخاتمة
1.
الخلاصة
إنّ
علم التفسير هو أمّ العلم من جميع فروع العلم و هو يتكوّن العلوم المتعلّة بين
علمٍ واحدٍ بعلم آخر. فلفهم معاني القرآن و عناصره يحتاج إلي معرفةٍ و فهمٍ بهذا
العلم و كلّ ما يتعلّق به منها التأويل و الترجمة, فبذالك يجب علي كلّ المفسّر أن
يتعلّم و يفقّه هذا العلم و لاسيم بتلك العنصور الثّلاثة هي التفسير, التأويل و الترحمة كما بحثنا في
هذه الورقة.
2.
الاقتراف
عن
أُمامة الباهليّ قال سمتع رسول الله عليه و سلّم قال : اقرؤوا القرآن فإنّه يأتي
يوم القيامة شفيعا لأصحابه. رواه مسلم
المراجع
Permono, Syaichul Hadi. 1971. Ilmu Tafsir Al-Qur’an Sebagai
Pengetahuan Pokok Agama Islam. Surabaya.
Bina Ilmu.
Nasir , Salihun A. 1987. Ilmu Tafsir Al-qur’an. Surabaya.
Al-Ikhlas.
الشيخ محمّد علي
الصابوني .
التبيان في علوم القرآن. 2003. مكة مكرمة. دار الكتب الإسلاميّة
[1] Drs. Syaichul
Hadi Puromo, Ilmu Tasir Al-Qur’an Sebagai Pengetahuan Pokok Agama Islam, Bina
ilmu, 1971, hal. 14
[4] Drs. Syaichul
Hadi Permono, Ilmu Tafsir Al-Qur’an Sebagai Pengetahuan Pokok Agama Islam,
Bina Ilmu, 1971, hal. 17
[5] Drs. Syaichul
Hadi Permono, Ilmu Tafsir Al-Qur’an Sebagai Pengetahuan Pokok Agama Islam,
Bina Ilmu, 1971, hal. 16-18.
[9] Drs. Syaichul
Hadi Permono, Ilmu Tafsir Al-Qur’an Sebagai Pengetahuan Pokok Agama Islam,
Bina Ilmu, 1971, hal. 45-49.